(يا بَنِي آدَمَ خُذُوا
زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قال المفسّرون : كانت بنو عامر في الجاهلية يطوفون في
البيت عراة الرجال بالنهار والنساء بالليل ، وكانوا إذا قدموا مسجد منى طرح أحدهم
ثيابه في رحله وإن طاف وهي عليه ضرب] وانبزعت [منه فأنزل الله تعالى : (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ
كُلِّ مَسْجِدٍ) يعني الثياب.
وقال مجاهد :
ما تواري به عورتك [للصلاة والطواف] وقال عطيّة وأبو روق وأبو رزين : المشط [١].
وسمعت أبو
القاسم الحبيبي يقول : سمعت أبا الهيثم [الجهني] يحكي عن السنوخي القاضي : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) يعني : رفع الأيدي في مواقيت الصلاة.
وروى علي عن
النبيّ صلىاللهعليهوسلم في الخبر ، قول جبرائيل عليهالسلام للنبي صلىاللهعليهوسلم : «إن لكل شيء زينة وإن زينة الصلاة برفع الأيدي فيها
في ثلاث مواضع إذا تحرمت [للصلاة] : إذا كبرت ، وإذا ركعت ، وإذا رفعت رأسك من
الركوع» [١٧٩].
(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا)
قال الكلبي : كانت بنو
عامر لا يأكلون من الطعام إلّا قوتا ولا يأكلون دسما في أيام حجّهم يعظّمون بذلك
حجّهم فقال المسلمون : يا رسول الله نحن أحق أن نفعل ذلك ، فأنزل الله تعالى (وَكُلُوا) يعني اللحم والدسم (وَاشْرَبُوا وَلا
تُسْرِفُوا) يعني الحرام.
قال ابن عباس :
كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك سرف ومخيلة [٢] ، وقال مجاهد : الإسراف ما قصرت به عن حق الله. وقال :
لو أنفقت مثل أحد في طاعة الله لم يكن سرفا ولو أنفقت درهما أو مدا في معصية الله
كان إسرافا.